Friday 7 October 2011

الحوار الأبدي مع سائق التاكسي عن الدكتور البرادعي




(هذه صورة توضيحية من الإنترنت، و ليس السائق ذاته)




(ملحوظة: حدث هذا الحوار من قبل، أو ما شابهه، ما لا يقل عن ٢٠٠ مرة منذ الثورة تقريبا.)

أقف في شارع جامعة الدول، أريد اللحاق بميعاد مهم في الزمالك. تاكسي يقترب مني، و أنجح في أيقافه. أقول له أنني أريد الذهاب الى الزمالك، فيقول لي انه يريد الذهاب الى الدقي. بعد ٧ تاكسيات، منهم أربعة يريدون الذهاب الى الدقي (هل كان هناك مؤتمر وطني سنوي عام لسائقي التاكسي هناك؟ لا أدري...)، توقف لي تاكسي، و أدخلني دون سؤال. الدنيا لسه بخير...

هو - "على فين حضرتك؟"
أنا -" الزمالك. ٢٦ يوليو عند ناصية شارع البرازيل."

بعد قليل...

هو - "انما انت حضرتك عاجبك اللي بيحصل في البلد!؟ خلاص الأمريكان و الإسرائيليين و الماسونيين و الإيرانيين و العصابات بوظوا البلد، و بيلعبوا بالعيال بتوع التحرير و بينا. خربوا البلد!"

يخرب بيتك. كلاكيت ٤٣٨٩٠٨٤ مرة. أكشن...

أنا - "لا والله البلد بتقوم و بتتحرك، و معلش شوية عثرات و لخبطة في الطريق يعني. إحنا لسه طالعين من ثورة. سيبك أنت بس و روق و كل حاجة هتكون تمام."

مش قادر أتكلم. و بعدين إيه "عثرات" دي؟ المهم انه يسكت...

بعد قليل...

هو - "بس، البلد دي محتاجة برضك واحد جامد يمسكها! لازم واحد زي عمر سليمان كده يظبطها و يلمها، مش العالم الغريبة اللي مترشحه دي! هي دي فاهمة حاجة؟"
أنا - "هنشوف وقت الإنتخابات إن شاء الله وقتها هيكون بان حاجات كتير..."

لا أريد ان أفتح هذا الموضوع للمرة المليار. عقلي لا يتحمل المزيد، و انا بخاصة لا أريد أن أفتح أو أثير الموضوع الأول الذي يؤرق عقل كل سائقي التاكسي في مصر، و هو الدكتور...

هو - "البرادعي! انا عارف ده جالنا منين!؟ آخر واحد في الدنيا ممكن انتخبه!"

عملها إبن الإيه و فتح الموضوع!

أنا - "والله راجل كويس و الناس للأسف فاهمة حاجات غلط كتير عنه. نكمل الموضوع ده المرة الجاية لو إتقابلنا ان شاء الله. معلش والله مش قادر أتكلم دلوقتي، مصدع جدا."

أبتسم في مجاملة، و قد أرحت ضميري بهذا الدفاع البسيط عن الدكتور البرادعي و يبدو ان الرجل قد سكت بهذا الرد. الى ان توقفنا في مطلع كوبري ١٥ مايو. نصف ساعة... اللعنة...

هو - "يا فندم ده عميل و ساعد الأمريكان يدخلوا العراق، و عشان كده إدوه جائزة نوبل! عمري ما هنتخبه!"
أنا - "الواقع عكس كده تماما. ده هو كان أكبر عقبة في دخول الأمريكان العراق. راجع حتى الموضوع لو مش مصدقني."

هو - "معقول!؟ يمكن. بس ده ملحد علنا يا أستاذ! حرية ديانة آه و هو عايز يبقى ملحد هو حر، بس أنتخبه لأ! لأ! لأ!"
انا - "يا عم الحاج، مجرد تصحيح، هو مسلم و متدين على فكرة، و الجميع بيؤكد على كده."

هو - "إزاي بس! ده حتى متجوز أجنبية! تقريبا إسرائيلية كمان!"
انا - "و الله العظيم مراته مصرية المولد و الجنسية! دي إشاعات!"

هو - "طب خد دي. ده بنته متجوزة إسرائيلي و يهودي يا برنس!"
انا - "بنته سيدة محترمة متزوجة من رجل أشهر إسلامه. دي حقيقة معروفة يا أستاذي. أرجوك نغير الموضوع."

يا رب يسكت بقى!

هو - "يا سلام!؟ حتى لو كده، فده عاش بره طول عمره! ميعرفش حاجة عن مصر أساسا! ده ميعرفش يجيب الجبنة الرومي منين!"
انا - "يا عمنا ده كان في الخارجية و مثل مصر دوليا و كان عايش ما بين مصر و برة. يعني حسب تقييمك انت، هو يعرف مصر و يعرف بره كمان. دي حاجة كويسة جدا. و أنا مستعد أراهن أنه يعرف يجيب الجبنة الرومي منين، و كمان البسطرمة!"


الله يخرب بيتك يا عكاشة انت و بطّك و جرجيرك...

هو -"مليش دعوة. كفاية أساسا انه ماسوني!ماااسسسوووووننننيييي. يعني شرّير وِشْ."
انا - "مين بس اللي قال لك الكلام ده و النبي!!؟"
هو - "يا باشا ده واحد واصل قوي قوي هو اللي قالهولي، و راجل ثقة. راجل برنس ميتخيرش عن حضرتك!"
انا - "يعني مين يا عم!؟ ضابط أو في الحكومة يعني؟ لو كده، انت ناسي ان هما اللي كانوا بيقودوا حملة التشويه ضد الدكتور البرادعي!؟ حد يصدقهم أو يصدق أي حد أو أي حاجة كده كده؟! و بعدين حضرتك تعرف يعني إيه ماسونية أساسا؟"
هو - "الماسونية؟ دول اللي بيعملوا...الحاجات...الي انت فاهمها يا باشا. أشرار و كده يا فندم يعني. أشرار جدا. معرفش إزاي بالضبط. بس أشراااار *** (لفظ خارج)."

ألتقط أنفاسي. أفكر في قتله كما فكرت في قتل جميع سائقي التاكسي الذي ركبت معهم قريبا. أتخيل محاكمتي و سجني. أتراجع. أقتله في خيالي، و أشعر بقدرا من الراحة... ثم أعود الى الواقع...

انا - "مش ماسوني ولا حاجة. انا متأكد يا سيدي. أنا بكتب أوقات في الصحافة و حققت في الموضوع ده بقى."
هو - "يا باشا، مع إحترامي، لازم مصدر موثوق منه!"

لا و النبي؟ دلوقتي عايز مصدر!؟ قررت أبيع مبادئي. للمرة الألف... في هذا اليوم...

أنا - "انا أعرف حد في هيئة أمنية مقدرش أقول إسمها لأن هي أساسا هيئة سرية و إسمها مش معروف للعامة. و دي شغلتهم. البرادعي مش ماسوني."
هو - "يا خبر!؟ هو حضرتك تعرف الهيئة؟! لو كده يبقى أصدق حضرتك طبعا؟"

"الهيئة"؟ هو الموضوع بجد؟! إيه جو الرعب ده...

 هو- "يعني حضرتك هتنتخبه؟"
أنا - "و الله مقررتش طبعا من دلوقتي، بس هو من أكتر الناس اللي عاجباني في الناس اللي مترشحه حاليا. ممكن جدا أنتخبه."
هو - "أنا شخصيا مليش دعوة. حتى لو كل اللي قلتهولي سليم و حقيقي، انا بقى مش هنتخبه بقى! انا خلاص مش مستريح ليه. و بعدين مش هينفع أغير رأيي دلوقتي يعني. ده حتى يبقى شكلي وحش قدام الناس."

بعد قدرا من الجدال، فقدت الأمل في الحياة، و قررت أغير الموضوع...

أنا - "طيب، قول لي حضرتك. لو عمر سليمان مترشحش للإنتخابات، هتنتخب مين؟ عمرو موسى؟"
هو - "معرفش. لسه بدري على الإختيار ده..."

إيه ده. و الله راجل واعي... قرر أن يكمل...

هو - "بس عارف نفسي مين أنتخبه؟ أحسن واحد ينفع مصر في المرحلة دي، لو مش عمر سليمان؟"
أنا - "مين في رأي حضرتك؟"

هو - " لو مش واحد أمني، يبقى الدكتور أحمد زويل! راجل علّامة، معاه دكتوراه، عاش برّه مصر أغلب عمره و عارف الدنيا ماشية إزاي و مصاحب الأمريكان، و ممكن ينضف البلد هنا و يخلينا زي بلاد بره. ده حتى معاه جايزة نوبل!"

فاصل طويل من السباب المتبادل...

فاصل طويل...

طويل جدا...

يكاد يكون أبدي...


---------------
ملحوظةاذا كانت هذه زيارتك الاولى الى المدونة، فارجو ان تتكرم بالقاء نظرة على القائمة التي على اليمين و التي      تحتوي على اهم مقالات المدونة و على فهرس المدونة في الصفحة الرئيسية.

اذا اعجبتك المقالة، فسأستفيد جدا اذا ضغطت على TWEET أو  LIKEو تابعني على تويتر Twitter اذا امكن بالضغط على FOLLOW بالاسفل. و ارحب بتعليقاتكم و سأرد عليها. بالإمكان ايضا متابعة المدونة بالضغط على Follow بالأعلى. بإمكانك وضع رابط بمنتهى السهولة لهذه التدوينة على الفيسبوك الخاص بكم عن طريق ضغط زر LIKE الازرق.



No comments:

Post a Comment