النهاردة انا حاسس اغلب المصريين بقوا حاجة من اتنين. و الحاجتين يشلوا...
١- بتاع الاستقرار: و هو الذي يرى ان كل التظاهرات و الاعتصامات خطر اي كان نوعها و سببها و انه لابد ان ينتهي اي صورة من صور الاحتجاج الجسماني و الحركي و التركيز على العودة الى العمل السياسي او "البلد اصلها ماشية اهو و انا مش عارف العيال دي عايزة ايه! هيخربوها!" و ان السلفيين سيحكموا البلد و الاقتصاد انهار و ان السناجب و العناصر الخارجية الايرانية و الامريكية و الاسرائيلية تحرك كل شيئ و ستسيطر على كل شيئ اذا لم تتوقف الحركات الاحتجاجية، و انه قد تم محاولة اقتحام السفارة الاسرائيلية و "هم العيال دول اللي اجبروا الجيش على التدخل بعنف معاهم و العيال دي مش عارفة تنسى ايام التحرير و يتحركوا لقدام" و لابد من بقاء المجلس و خلوا الانتخابات في وقتها و سيبوا الشرطة و الجيش يحمونا و يشوفوا شغلهم" و "ربنا يبارك في الجيش".
٢- الثائر الدائم: و الذي يريد ان يظل ثائرا ومعتصما "حتى تتحقق العدالة الاجتماعية" و يعتقد ان الشعب كله متوحد في مطالبه او انه سيكون بالسهولة التوافق على شكل مصر سياسيا و اقتصاديا بعد ازالة و تنحية (املأ الفراغ بالاسم الذي تريده)، و يرى ان الدولة تبنى خطوة خطوة و لا داعي للتفكير المبالغ فيه الى الامام حتى لا نقبل بانصاف الحلول، و ينسب كل مشاكل البلد الى "فلول النظام" و "بقايا الحزب الوطني"، و انه لا يوجد تطرف و ان مشكلة امبابه هي فقط مشكلة فتاة و شاب و فلول النظام، و مشكلة الكنيسة في صول هي مشكلة شاب و فتاه و فلول النظام و ان "الناس هناك في الواقع بتحب بعض آخر حاجة" و البلد "مفيهاش مشاكل جديدة و الاقتصاد مش بينهار"، و انه لم يتم محاولة اقتحام السفارة او ازالة الحواجز و حتى لو حد حاول فهو كان عايز ينكس العلم!" "و ان الجيش خاين انه مساعدناش" و "لازم المجلس يرحل و الانتخابات تتأجل و المؤامرات لا تنتهي و مبارك هيهرب!"
يا اما تبقى مع دول، او مع دول…
ازاي يبقى في وجهتين نظر متناقتضين تماما عن كل حاجة بتحصل في مصر و في الحياة؟
فين الناس اللي في النص!؟
ليه مينفعش ده يبقى صح في حاجة و ده صح في حاجة؟
انا مش فاهم حاجة...
و بعدين، احنا بنغير رأينا بسرعة جدا. كنا بنحب البرادعي قبل الثورة، و بعدين قلبنا كلنا عليه قلبة سوداء في يوم و ليلة بعد الثورة، و بعدين رجعنا حبيناه تاني آخر حلاوه.
و بعدين حبينا الجيش فجأة و بقى حبيبنا، و بعدين فجأة اتخنقنا من الجيش و بنشتم فيه.
و في يوم قلنا البلد اتغيرت و الجيش عمل حاجات كويسة، و بعدين فجأة قلنا البلد محصلش فيها اي حاجة و الجيش متواطئ من الاول.
و كلنا في الاول فرحنا بالتعديلات الدستورية، و بعدين فجأة اغلب الناس في الاعلام و الانترنت قرروا انهم هيقولوا لأ "عشان منخونش دم الشهداء" و اسلوب ابتزازي و عنيف (انا صوت لأ على الاستقتاء، لاسباب اخرى).
و الكارثة ان كل حاجة بمشاعر عنيفة. يا حب عنيف، يا غضب و كره عنيف. مفيش حد في النص!
ممكن نتعامل مع المواضيع بهدوء و براحة شوية؟ ممكن ابقي انا صح في حاجة و انت صح في حاجة؟ او احنا الاتنين صح او غلط مع بعض يا سيدي!؟
في ايه!؟ ممكن بلاش الغرور و البارانويا و الغضب المستمر الثوريين اللى بقى عند بعض الناس، و لا الجبن و الخوف المستمر و عدم المشاركة الاستقراريين الي عند ناس تانية؟
على فكرة، الثوري قوي ده وطني، و اللي غاوي استقرار وطني، و كله خايف على البلد. يا ريت الناس تحترم بعض شوية و كله ميعتبرش التاني حمار.
ممكن اخواننا الثوريين ميستهزئوش بسرعة بأي تقارير او اخبار ان مصر فيها مشاكل اقتصادية او طائفية او حتى عناصر خارجية و منقعدش نقول "دي فلول و ده تهويل و الناس اللي مشاركتناش النهارده مش فاهمة حاجة و سلبية؟" ، و ممكن ان اخواننا بتوع الاستقرار ميصدقوش اي حاجة بتتقال على التليفزيون و في الجرايد و ميخافوش من اي مظاهرة او اي عمل مباشر سياسي و نقعد نقول "امتى العيال دي تسكت و العيال دي مش فاهمة حاجة!"؟
ممكن صفحة جديدة؟ ممكن نفهم ان اغلب الحاجات اللي في الدنيا مش ابيض او اسود، و انما في رمادي كتييييييير؟!
نهاركم عسل...ـ
Follow @Bassem_Sabry
Tweet
١- بتاع الاستقرار: و هو الذي يرى ان كل التظاهرات و الاعتصامات خطر اي كان نوعها و سببها و انه لابد ان ينتهي اي صورة من صور الاحتجاج الجسماني و الحركي و التركيز على العودة الى العمل السياسي او "البلد اصلها ماشية اهو و انا مش عارف العيال دي عايزة ايه! هيخربوها!" و ان السلفيين سيحكموا البلد و الاقتصاد انهار و ان السناجب و العناصر الخارجية الايرانية و الامريكية و الاسرائيلية تحرك كل شيئ و ستسيطر على كل شيئ اذا لم تتوقف الحركات الاحتجاجية، و انه قد تم محاولة اقتحام السفارة الاسرائيلية و "هم العيال دول اللي اجبروا الجيش على التدخل بعنف معاهم و العيال دي مش عارفة تنسى ايام التحرير و يتحركوا لقدام" و لابد من بقاء المجلس و خلوا الانتخابات في وقتها و سيبوا الشرطة و الجيش يحمونا و يشوفوا شغلهم" و "ربنا يبارك في الجيش".
٢- الثائر الدائم: و الذي يريد ان يظل ثائرا ومعتصما "حتى تتحقق العدالة الاجتماعية" و يعتقد ان الشعب كله متوحد في مطالبه او انه سيكون بالسهولة التوافق على شكل مصر سياسيا و اقتصاديا بعد ازالة و تنحية (املأ الفراغ بالاسم الذي تريده)، و يرى ان الدولة تبنى خطوة خطوة و لا داعي للتفكير المبالغ فيه الى الامام حتى لا نقبل بانصاف الحلول، و ينسب كل مشاكل البلد الى "فلول النظام" و "بقايا الحزب الوطني"، و انه لا يوجد تطرف و ان مشكلة امبابه هي فقط مشكلة فتاة و شاب و فلول النظام، و مشكلة الكنيسة في صول هي مشكلة شاب و فتاه و فلول النظام و ان "الناس هناك في الواقع بتحب بعض آخر حاجة" و البلد "مفيهاش مشاكل جديدة و الاقتصاد مش بينهار"، و انه لم يتم محاولة اقتحام السفارة او ازالة الحواجز و حتى لو حد حاول فهو كان عايز ينكس العلم!" "و ان الجيش خاين انه مساعدناش" و "لازم المجلس يرحل و الانتخابات تتأجل و المؤامرات لا تنتهي و مبارك هيهرب!"
يا اما تبقى مع دول، او مع دول…
ازاي يبقى في وجهتين نظر متناقتضين تماما عن كل حاجة بتحصل في مصر و في الحياة؟
فين الناس اللي في النص!؟
ليه مينفعش ده يبقى صح في حاجة و ده صح في حاجة؟
انا مش فاهم حاجة...
و بعدين، احنا بنغير رأينا بسرعة جدا. كنا بنحب البرادعي قبل الثورة، و بعدين قلبنا كلنا عليه قلبة سوداء في يوم و ليلة بعد الثورة، و بعدين رجعنا حبيناه تاني آخر حلاوه.
و بعدين حبينا الجيش فجأة و بقى حبيبنا، و بعدين فجأة اتخنقنا من الجيش و بنشتم فيه.
و في يوم قلنا البلد اتغيرت و الجيش عمل حاجات كويسة، و بعدين فجأة قلنا البلد محصلش فيها اي حاجة و الجيش متواطئ من الاول.
و كلنا في الاول فرحنا بالتعديلات الدستورية، و بعدين فجأة اغلب الناس في الاعلام و الانترنت قرروا انهم هيقولوا لأ "عشان منخونش دم الشهداء" و اسلوب ابتزازي و عنيف (انا صوت لأ على الاستقتاء، لاسباب اخرى).
و الكارثة ان كل حاجة بمشاعر عنيفة. يا حب عنيف، يا غضب و كره عنيف. مفيش حد في النص!
ممكن نتعامل مع المواضيع بهدوء و براحة شوية؟ ممكن ابقي انا صح في حاجة و انت صح في حاجة؟ او احنا الاتنين صح او غلط مع بعض يا سيدي!؟
في ايه!؟ ممكن بلاش الغرور و البارانويا و الغضب المستمر الثوريين اللى بقى عند بعض الناس، و لا الجبن و الخوف المستمر و عدم المشاركة الاستقراريين الي عند ناس تانية؟
على فكرة، الثوري قوي ده وطني، و اللي غاوي استقرار وطني، و كله خايف على البلد. يا ريت الناس تحترم بعض شوية و كله ميعتبرش التاني حمار.
ممكن اخواننا الثوريين ميستهزئوش بسرعة بأي تقارير او اخبار ان مصر فيها مشاكل اقتصادية او طائفية او حتى عناصر خارجية و منقعدش نقول "دي فلول و ده تهويل و الناس اللي مشاركتناش النهارده مش فاهمة حاجة و سلبية؟" ، و ممكن ان اخواننا بتوع الاستقرار ميصدقوش اي حاجة بتتقال على التليفزيون و في الجرايد و ميخافوش من اي مظاهرة او اي عمل مباشر سياسي و نقعد نقول "امتى العيال دي تسكت و العيال دي مش فاهمة حاجة!"؟
ممكن صفحة جديدة؟ ممكن نفهم ان اغلب الحاجات اللي في الدنيا مش ابيض او اسود، و انما في رمادي كتييييييير؟!
نهاركم عسل...ـ
No comments:
Post a Comment