عدت منذ عدة ساعات إلى المنزل، ووقفت أمام الباب كعادتي أبحث عن المفاتيح حتى وقع بصري على قصاصة من جريدة، وقعت بالخطأ فيما يبدو أسفل الباب. أحيانا تسقط بالخطأ وريقات من كيس القمامة أثناء جَمعُه، وكانت الوريقة السابقة منذ عدة أيام إعلانا لشركة تعد وعدا مبهرا ب"نسف جميع أنواع الحشرات نسفا مهولا"، بحسب الإعلان. قمت بإلتقاط وريقة اليوم بقدر ما من الفضول، ونظرت فيها وتمعنت، فإبتسمت. فقد كان المقال الصغير والأوحد الكامن في قلب القصاصة:
"لا تترك نفسك لليأس."
أترككم مع نص القصاصة الذي عثرت عليه على موقع الجريدة. وبالأسفل ستجد صورة للقصاصة ذاتها، إلتقطها أثناء قيامي بإزالة أجزاء من أطرافها لتصبح أصغر حجما وأسهل في الحفاظ عليها للذكرى.
الإنسان الذى بلا هدف يظل حائراً ضائعاً كقارب بلا دفة، يتخبط يتعثر يتأثر بالعواصف والأعاصير يجد ذاته مبعثرة مشتتة على صخرة الحياة، يتسلل إليه الشعور بالملل والفتور من أعماله وأفعاله، فلا فائدة ولا جدوى ولا معنى لما يقوم به.. كل يوم شبيه بالآخر من تكرار روتينى لأعمال اعتاد عليها بلا تجديد فيها، فقط العمل لمجرد البقاء لانتظار قدره المحتوم، ينظر إلى أعماله اليومية على أنها تافهة، يستسلم لمنطق الرفض والتمرد والانهيار، وقد تراه فى بعض الأوقات ينظر إلى الحياة على أنها عبثية لعجزه عن إدراك قيمة وجوده!ـ
لا تترك نفسك لليأس يلوث مساحة التفاؤل والأمل الباقية فى حياتك.. غربل أفكارك واختر الصالح منها، واجعل من جهلك فى أرضك المجهولة أمراً خارقاً للعادة حاول اكتشافه.. لا تقف مهما كان الأمر، انطلق من مكانك فقد يكون انطلاقك من مكانك نقطة استعادة التوازن لنفسك، واحضن ما تبقى من عمرك ولا تفرط فيه ولا تدع وقتك يضيع هباء حتى لا يجد الملل مكاناً فى حياتك، فالملل يأتى لمن لا يجد شيئاً يفعله، وإذا وجد هدفاً له لا يعرف كيف يحدده لجهله بالواجب المفروض القيام به تجاهه!.. فالإنسان الحق هو الذى يستقبل الحياة، ويقبل عليها كما هى وكما وجد على حالته، ويجعل من وجوده أسمى معنى، ويدرك عظمة الخالق فى ذلك.ـ
إننا لا ندرك كم هو غال وثمين الوقت الذي نضيعه في العبث وانتظار وهم السعادة، راضين في انتظاره بالواقع التعس وغير ساعين في البحث عما نحب فعله حقا. الخوف على الرزق ونظرة المجتمع والتقييم المغالى فيه للوجاهة الاجتماعية يفقدنا إرادة البهجة. أن نضيع يوما نتمحص فيه عقولنا وقلوبنا لنعرف ما هو شغفنا في الحياة قد يشتري لنا عمرا من السعادة الحقيقية ..
ReplyDeleteصدفة ذات مغزى بالتأكيد، وشكرا للمشاركة :-)