Monday, 11 July 2011

لماذا لا يقف الجميع خلف الثوار؟



Note: Click HERE for a much more extended English Version

--------------------------------------------------------------------------------


اثناء احداث ٢٨ يونيو، فوجئت بعدد ليس بقليل يسب المتظاهرين على التلفاز و في الشوارع، بينما هم يتعرضون لعنف غير منطقي و غير مسبب. و في اليوم الذي كان من المنتظر فيه اعلان نتيجة قضية خالد سعيد، وجدت البعض يقول "خربلنا حياتنا خالد سعيد ده! ودا البلد في داهية"، و من الناس من قام بالدعاء عليه، و هو ليس سوى شاب برئ فقد حياته ظلما! و اثناء عودتي من اعتصام و مظاهرة ٨ يوليو في التحرير، وجدت العديد من الناس يسبون المتظاهرون عامة و المعتصمون خصيصا، هؤلاء من يطالبون بالديمقراطية و القصاص و العدالة الاجتماعية و الحرية!


٨ يوليو


و اليوم تكرر نفس هذا الموقف و انا ادخل و اخرج من التحرير او اتحدث عنه مع من خارجه. البعض كان يعادي تماما فكرة التظاهر و الاعتصام بأشكالهم و احتمالات تطور احداثها المختلفة. و الحقيقة هي ان هناك صدعا بين بعض المصريين و بعضهم، و انقسامات و شرخ و التوحد الوطني، و قد بدأ هذا الصدع منذ أول ايام الثورة و استمر حتى الآن و تعمق، و ادى الى انقسام بين بعض ابناء الشعب و بعضه. و اريد ان اشرح، اختصارا و في صورة نقاط، بعض اسباب و مراحل تطور هذا الانقسام بين المصريين حتى اليوم، و اريد ان اوضح انني ارصد اسباب و لا اعلق على اتفاقي او اختلافي معها بالضرورة:

١- لم يكن كل المصرييون يكرهون مبارك و يريدون تنحيه. هناك من احبه فعلا و هناك من اعتبره شرا لابد منه و هناك من لم يعيره اي قدر من الاهتمام. و اعتبر البعض منهم استمرار المطالبة بسقوط مبارك و الاعتصام في التحرير تجاهلا لإرادتهم، و لولا ان النظام قد انتحر بسبب تنظيمه لموقعة الجمل، لربما الوضع كان مختلفا جدا اليوم في وجهة نظر العديد،  بالاضافة الى ان البعض لم ينضم قلبا و قالبا الى الثورة، و انما افقدته موقعة الجمل القدرة على الجدل. فإما ان النظام قاتلا او اما انه لا يتحكم في اجهزته، و في كلا الحالتين وجب رحيله. و البعض  فعلا اراد اعطائه فرصة و صمم انه لم يكن وراء موقعة الجمل، و حزن هذا البعض بسقوط مبارك.

٢- منذ السبعينات و مصر لم تعرف اي مظاهرات واسعة او معارضة حقيقية ولا ثقافة الاعتصام الواسع و العام، و كان المصرييون و الاحزاب في حالة سبات، و العديد اعتبر ان الحياة السياسية الكاملة "ستبدأ" فور نهاية حكم مبارك نهاياتها الطبيعية و تقبل انتظار ذلك بدرجة ما او بأخرى. و بالتالي، فالمظاهرات و الاعتصام اثاروا هلع البعض من لم يتعود على هذا الحراك السياسي على المستوى الشعبي، و البعض مازال يعاني من مشاعر الخوف من التظاهر بصفة عامة، و قد يكون رد فعلها تجاه التظاهرات سلبي و عدواني بصورة مباشرة، و تثير اخبار التصعيدات المستمرة الحالية حالة من الرعب لدى البعض، و اعترض العديد على اغلاق مجمع التحرير بالقوة و غيرها من الخطوات التصعيدية و اعتبروها "ايقافا للحال"، في حين جادل المتظاهرون انها خطوات هم دفعوا اليها لإشعار المسئولين بمدى اهمية التحرك الفوري و السريع للحكومة.

٣- تركت فترة الغياب الامني التام قدر من الرعب و الفزع و الذكريات المخيفة في قلوب البعض، و البعض يستحضر هذه الذكريات كلما حدثت مواجهة مع اي جهة امنية، سواء مواجهة كلامية او مواجهة فعلية، و يثير ذلك ذعره بالطبع و لا يريد تكرار اي من تلك التجارب، و يدفع هذا البعض الى اتخاذ موقف سلبي في الحديث ان اي مطالب للثورة حول اصلاح الاجهزة الامنية، خوفا من تكرر الانسحاب الامني.

٤- المصرييون في الاساس و في الاغلب شعب يميل الى اليمين المحافظ و يحترم القائد القوي و تحتل فكرة "الاستقرار" الامني و السياسي و الاقتصادي الذي "يضرب بيد من حديد"، حتى و لو كان استقرارا مشوبا، مكانة مهمة في عقلية المصريين. و كان العديد على استعداد لتقبل جمال مبارك كوريث مبارك على اساس انه "فاهم ازاي يحكم دولة بدل منجيب حد مش عارف، و كمان هو خلاص سرق سرق، بدل منجيب حد يسرق من اول و جديد." و هذه شريحة ليست بصغيرة، و كانت اكبر بكثير قبل التحول الفكري الذي طرأ في السنوات الماضية على عقلية المصريين. و هذه شريحة تقاوم التغيرات الثورية الجذرية.

٥- بينما نجح المتظاهرون و الثوار بصورة مذهلة في ابهار العالم و ادارة الثورة، فشل العديد منهم و من عارضهم في التعامل مع بصورة شخصية مع بعضهم البعض هنا في الوطن. فمع حماسة الثورة و عدم تفهم البعض المعارض او المحايد لطبيعة العنف الذي تعرض له الثوار في الاسبوع الاول من الثورة تحديدا و طبيعة الغضب الذي كانوا يشعرون به بصورة شخصية ضد النظام نظرا للعنف و القتل الذي تعرضوا له، تعرضت منازل و عائلات و صداقات لإنقسامات و تخاصمات لم تنتهي حتى الآن، و من الملاحظات الشخصية مثلا ان العديد من الزيجات و الخطبات قد انتهت نظرا لإعتناق طرفي العلاقة في موقفين مختلفين حول الثورة. و استمرت هذه الانقسامات حتى الآن، سواء حول اتجاه الدولة و الثورة و مستقبل مصر او القضايا المختلفة، و بعض هذه الاختلافات سببها اختلاف فكري حقيقي و بعضه سببه العند المشترك المستمر لا غير، و ضخم ذلك من الشعور نحو الثورة، سواء بالايجاب او السلب.

٦- و يشتكي البعض من ان بعض الثوار من الشباب قد اكتسب ما يطلق عليه البعض "الغرور الثوري"، و تمثل في صور عديدة حسب المقولات، و منها الشعور الشخصي بفهم كل شيء و اي شيء، و اعطاء الحق للنفس في اطلاق الاحكام بالوطنية او عدمها على الآخرون، و استبعاد كل من اختلف معهم او لم يخرج الى الثورة و اهانته و التقليل و السخرية من رأيه، و وصفه كأحد الفلول او بالسذاجة او الغباء، استخدام العنف اللفظي و المعنوي و السباب مع المختلفين بصفة عامة، و عدم تقبل فكرة ان "الآخر" قد يكون محقا احيانا، و ان ذلك لا ينتقص من قدرهم. كما اشتكى العديد ممن هم اكبر سنا ان الشباب لا يحترمهم و انه يستهزأ بأرائهم و انهم لا يرون ان هناك اهمية لرأي هذه الجيل الكبر حيث انه كان جيلا متخاذلا، على حسب وصف البعض. و ربما هناك قدرا من المبالغة، الا ان هناك قدرا من الحقيقة لهذا الكلام ايضا.

٧- و تضخمت هذه الهوة بعد الاحداث الطائفية، و بدأت المعركة الكلامية مرة اخرى بين من يريد ان "يشمت" انه كان من الافضل عدم اسقاط مبارك لأنه "كان يحفظ الأمن" و بين الثوار الذي رفض العديد منهم تماما احتمال وجود مشاكل طائفية فعلا و اتهموا دائما "فلول النظام" بالتخطيط لهذه الاشياء، و كان استبعاد وجود عنف طائفي حقيقي يحتوي على قدرا من المبالغة في تصور مثالية الوطن و قدرا من العند الفكري. و اكرر انني استخدم مصطلح "البعض"، و ليس "الكل".

٨- و استمرت الهوة مع ظهور الجدل حول حكومة الفريق احمد شفيق، حيث اراد اغلب الثوار سقوطها بعض اسابيع من عدم اظهارها الجدية في التغيير و تحقيق اهداف الثورة، بينما كانت الناحية الاخرى منهكة من كم التغيرات التي طرأت على مصر، و التي كان اغلبها الى حد ما بالرغم منهم او بدون مشاركتها، و رأو في أحمد شفيق شخصا يبدو "محترما من حيث الاسلوب" و استطاع فعلا ان يقنعهم انه على الاقل لا يستحق ان يهان، و ان كان من الممكن انتقاده. و ادى سقوط حكومة شفيق لشعور بالحنق عند البعض و مزيد من الانفصال النفسي عن مصر ما بعد الثورة، و ادت اهانته الشخصية و اهانة البعض من مؤيديه الى شعور اكبر بالانفصال عن حراك الثورة العام.

٩- و النقاش حول  قضية "حق الاهانة" هي قضية قديمة، بدأت مع ظهور جريدة الدستور الاصلي. فجزأ من الشعب كان يرى دائما انه لا يصح اهانة و شتيمة رجال الدولة و الشخصيات العامة، بينما رأي البعض الآخر ان ذلك يصح اذا استحق ذلك الشخص تلك الشتيمة. و تظل هذه القضية تقسم البعض مننا. علق لي لبعض انه لا يحب عندما يتم الاشارة الى شخصيات كبيرة دون القالبها، حتى ولو في اطار النقد، و يوضح ذلك التغير الذي يطرأ في العقلية المصرية حول قدسية الاشخاص و الحكام، مع استمرار المسألة في اثارة للجدل حتى الآن.

١٠- و اثناء فترة الاستفتاء، كانت هناك حالة من التخبط من الجميع، بدئا من النخبة و السياسيون و الحكومة و انتهائا بنا كمواطنون، و توسعت الهوة اكثر فأكثر بين من صوتوا بنعم و من صوتوا بلا، و استخدم كل منهم اساليب التأثير على المشاعر اكثر من الجدل العقلاني، و اتهم كل من الآخر اتهامات بالغباء و عدم الفهم و عدم الوطنية. و تحولت حركة "لا للتعديلات" فيما بعد الى نواة حركة "الدستور اولا" و انتقلت معها العداوة و المشاعر السلبية بين الطرفان الى هذه الحوار ايضا، و ظلت  تقريبا نفس التقسيمة بين الفريقين شبه سارية، فريق "نعم" و فريق "لا". و يلاحظ الشعور المباشر بالإهانة و رفض حتى مبدأ النقاش لدى البعض ممن صوتوا "بنعم" عند حتى مناقشة مبدأ الدستور اولا، اعتبارا ان في ذلك تقليلا من رأيهم الذي يفترض ان الاستفتاء قد عبر عنه، مع استخدام البعض من مؤيدي فكرة الدستور اولا (و منهم أنا) اساليب خطابية و كلامية اثارت العداء لدى البعض. و تحولت هذه التقسيمة الى خط يفصل بين الفريقين في العديد من القضايا الاخرى.

١١- تعامل و يتعامل بعض مؤيدي الثورة مع مبدأ "دوران عجلة الانتاج" و "الازمة الاقتصادية" و غيرها من الشكاوى بصورة فيها قدرا من الاستخفاف. فالنظام السابق دأب على تهويل اثار التظاهرات الاولى و ربط كل المشاكل بها بينما كان النظام هو السبب المباشر لها، فلا علاقة لمظاهرة في ميدان التحرير بعدم انتاج الخبز. الا ان الواقع هو ان مصر تمر فعلا بأزمة اقتصادية و انهيار في بعض المجالات، و منها حركة السياحة التي يعمل بها اكثر من ١٠٪ من العمالة المصرية و يعتمد عليها الاقتصاد بصورة كبيرة، بالاضافة الى عدم قدرة اتخاذ قرارات بالاستثمار بصورة طويلة الامد في مشاريع جديدة في ظل عدم الاستقرار الحالي. و بدلا من المجادلة بصورة عقلانية بأن المظاهرات ليست هي السبب في هذه المشاكل، و انما السبب اشياء اخرى تحاول هذه المظاهرات القضاء عليها بالأساس، ركز العديد من المتظاهرون على السخرية من احتمال وجود مشكلة اقتصادية من حيث المبدأ و انتقدوا كل من اثار هذه الفكرة و اتهموه بالسذاجة، و استخدم البعض منهم ردود مستفزة غير منطقية او علمية بدافع العند لا غير، و اثار ذلك شعورا بالمرارة لدى البعض، و انتشار فكرة عدم شعور بعض الثوار بما يحدث للناس على ارض الواقع و لمصادر رزقهم لدى البعض الآخر، و اتهامهم بصورة تخالف الواقع انهم "مجموعة من الناس العاطلة التي ليس ورائها شيء آخر تفعله سوى التظاهر"، او انهم لا يهتمون بما يحدث للجميع (و في ذلك طبعا فكرة اخرى خاطئة، و ان كانت شائعة).

١٢- التركيز المستمر على الناحية "الشبابية" للثورة في الاعلام كان له اثر ايجابي و اثر سلبي. بينما الغالبية من الشباب كان اكثر من رائع في الاعلام، الا ان بعض الشباب المتحدث في الاعلام كان ذو مستوى ضعيف في القدرة الحوارية و ذو هيئة غير مرتبة نسبيا و قام المذيعون بتضخيم ادوار البعض منهم من حيث اهميتهم في الثورة، و ادى هذه الى شعور لدى البعض ان "الثوار دول شوية عيال". و في مجتمع يحترم جزء كبير منه السن بصورة كبيرة و يراه علامة على الفهم و النضج، في حين انه يرى الشباب بصورة ذهنية تشتمل على العفوية و العنفوان قبل التفكير، اثارت صورة "شبابية الثورة" قدرا من القلق و الحذر لدى البعض ممن لم يتعود الوثوق في دور الشباب في المجتمع. و قد بدأ الاعلام اخيرا في تحسين طريقة انتقائه لمن يمثل الجناح الشبابي للثورة.

١٣- الهجوم الكلامي على المجلس العسكري يثير خيفة عدد من المصريين الذين لا يتخيلون بديلا في المرحلة الحالية، و لم تتقدم الحركات السياسية بأي مشروع بديل جدي حول شكل انتقالي آخر للدولة المصرية. هذا بجانب ان استطلاعات الاراء تظهر شعبية جارفة للجيش و قياداته، و منها استطلاع مؤسسة السلام الدولية في يونيو الماضي.

١٤- تعود البعض على نقل المعلومات و الاشاعات على تويتر و فيسبوك بصورة سريعة دون مراجعتها و التحري من مصادرها و التعامل معها على انها حقائق، و و كان لذلك تأثيرات سلبية كثيرة في العديد من الاوقات، و انتشار اخبار غير سليمة اثارت فزع البعض، و اعطى ذلك لدى البعض شعورا بعدم الثقة في "الشباب" و في تفكيرهم و في اندفاعهم، في مجتمع هو اساسا لم يثق في قدرة الشباب قبل الثورة بصورة كبيرة للأسف كما ذكرت من قبل.

١٥- التحزبات و الاتجاهات السياسية الحالية و التي تضخمت بصورة اكبر في هذه الايام ادت الى انقسام اكثر حتى بداخل الحركة الثورية نفسها و انقلاب البعض على البعض الآخر، ما بين ليبرالي و علماني و يساري و اخواني و سلفي و غيره. كما ان عدم وضوح اولويات مطالب الثورة اثناء التظاهرات الاسبوعية حتى وقت قريب، و عدم فهم العديد من هذه المطالب بصورة كاملة (ماذا يعني تحديدا مثلا "تطهير القضاء"، الذي هو هدف مطلوب فعلا، و كيف يتم ذلك؟) و اختلاط المطالب الاساسية بالمطالب الاحدث (مثل الدستور ولا) جعل العديد من الناس لا تفهم اسباب التظاهرات الاسبوعية بصورة واضحة و التعامل معها كتجمع ل"شباب يحب التظاهر اجل التظاهر و مش عارف ينسى ايام التحرير" دونا عن تفهم الاسباب التي كام و مازال اغلبها شرعيا للتظاهر. و قد بدأت القيادات الممثلة للمشاركين في التظاهرات الى الانتباه الى هذه النقطة.

١٦- طبعا، تستمر فيما يبدو حملات لتشويه صورة الثوار و المعتصمين و المنظاهرين و تصويرهم على انهم بلطجية، و من الواضح استمرار بقايا النظام السابق التأثير على بعض الادوات الاعلامية بصورة ما او بأخرى، و استمراره محاولات إثارة العنف بين المتظاهرين و الغير.




انني اقول كل هذا لأنني اريد ان اتحدث عن اهمية ان نبدأ فترة "مصالحة بين الشعب" و التركيز على اولويات المرحلة الحالية. حان الوقت لإنهاء تقسيم الشعب "من كانوا مع و من كانوا ضد الثورة و من لم يكونوا ذي موقف" (مع إستثنائات خاصة طبعا!) و الاعتراف ان الكل كان تحت ضغوطا رهيبة و كلنا كنا تحت تأثير الاعلام الموّجه و اكاذيبه، و مننا من تعرضوا لرعب شديد في ظل الانفلات الامني، و منا من خاف على اولاده و الغير اثناء الرعب الذي عشناه في الاسبوع الاول، و لم يكن الكل يرى الاوضاع و يحللها بنفس الصورة و لم يعرف الكل مدى حجم مساوئ النظام السابق، و البعض فعلا اعتبر النظام السابق بهذه المساوئ افضل من "احتمال السقوط في براثن التطرف" على حد تعبير البعض. و غير ذلك، فالعديد من مؤيدي الثورة لم ينجح في الحوار من الطرف الآخر و تفهم مخاوفه و التعامل معها و ادى ذلك الى اتساع هذه الفجوة بعد الثورة، و الشيء ذاته ينطبق على الطرف الآخر و الذي آثر العديد منه العناد الشخصي على الاعتراف بواقع النظام السابق و ما انكشف عنه. 

على كل من اختلف مع صديقا او احد افراد اسرته او زميل عمل ان يصالحه و ان يبدئا في العمل معا بدلا من استمرارهم في العمل ضد بعضهما البعض، و على كلا الاطراف ان تبدي اهتماما اكبر بالرأي الآخر و عدم الاستهزاء المستمر الذي يتسم به البعض، بالاضافة الى التحلي بالحلم و الصبر و الاستماع الصادق للغير. و علينا فتح صفحة جديدة نركز فيها على ما نحن فيه في هذه المرحلة الشديدة الحرج. و يجب الاستمرار في مبادرة "الثورة اولا" و التركيز بين القوى السياسية و بين الناس كلها مهما كانت اختلافاتهم السابقة على  اهداف المرحلة الحالية التي لا جدل عليها، مثل حرية الاعلام و ترسيخ  حقوق الانسان اصلاح الداخلية و تطهير القضاء و بناء مؤسسات الدولة و اعداد دستور جديد و الانتخابات القادمة، و التركيز على العمل معا على تحقيقها. في الايام الماضية رأيت العديد ممن اعرف و كانوا على اطراف متضادة من الثورة، ممن كانوا قد وصل بهم الامر الى الاشتباك بالايدي وبالالفاظ، رأيتهم و قد تصالحوا و اخذوا في التفكير معا حول مستقبل البلد، و منهم من نزلوا معا الى التحرير و منهم من ظل على اختلافه على الاعتصام او التظاهر في التحرير الآن، مع استمرارهم في الاتفاق على اهداف هذه المرحلة و الاختلاف حول الطرق. المهم، انهم قرروا النظر معا الى الامام، و ليس الى الخلف. ليس المهم الآن من كان على حق في ماذا. المهم هو اننا جميعا سنتأخر كثيرا و سنفقد الكثير في طريقنا الى تحقيق خذخ الاهداف التي لا جدل كبير عليها اذا استمررنا لإختلافات وقتها قد مضى. بإمكاننا ان نستمر في التركيز على ما نختلف عليه، او ان نركز الآن فيما تنفق عليه كلنا و حان وقته قبل اي شيء آخر. مرى اخرى، فلننظر الى الامام، و ليس الى الخلف.

---------------
ملحوظةاذا كانت هذه زيارتك الاولى الى المدونة، فارجو ان تتكرم بالقاء نظرة على القائمة التي على اليمين و التي      تحتوي على اهم مقالات المدونة و على فهرس المدونة في الصفحة الرئيسية.

ارجو متابعة المدونة عن طريق الضغط على Follow With Google Friend Connect.

اذا اعجبتك المقالة، فسأستفيد جدا اذا ضغطت على TWEET أو  LIKE. و تابعني على تويتر اذا امكن بالضغط على FOLLOW 
بالاسفل



1 comment: