Friday 22 July 2011

محاولتي الفاشلة والاسطورية للإنضمام لحزب الوفد


منذ عدة سنوات، كنت افكر في الانضمام الى حزب سياسي. وقد صعقنتي الحالة المتردية لأغلب الاحزاب التي كنت زرتها قبل ذلك بفترة. وفكرت إما في الانضمام الى الوطني بصورة براجماتية (بمعنى، محاولة اصلاح المطبخ من الداخل كما كان يقول البعض، وتراجعت عن الفكرة بالطبع في خلال ثوان محدودة)، او حزب الوفد. وكليبرالي وسطي اقتصاديا، وبدافع حبي لتاريخ الوفد وكونه مؤسسة عريقة، وعَلَمَه الشهير الذي يجمع الهلال و الصليب، وقيمة اسم سعد زغلول باشا، شعرت بأنني سأفعل ما اريده من كل الناس: سأنضم للحزب الذي أؤمن بفكره. كان ذلك بعد فترة ما من حريق حزب الوفد على يد انصار الدكتور نعمان جمعة ومن كان يصارعهم في تلك المعركة الشهيرة.


هذه الصورة تصور ما قمت بالسكوت عنه في آخر سطر

ووصلت بالفعل الى مقر الحزب في شارع بولس حنا، و امتلأت بالرهبة لوقوفي أمام هذا المقر التاريخي لما يفترض انه وريث احد اهم احزاب القرن ال٢٠. وإذا بحارس ذو لهجة نوبية يوقفني على الباب بحزم:

- "انت رايح فين؟"

قلت له انني اريد الإنضمام الى الحزب، وكانت الساعة الواحدة ظهرا. فقال لي:

- "ما فيش حد في الحزب. تعالى قبل الساعة ١٢."

فذهبت محبطا وعدت مرة آخرى الساعة ١١ في اليوم التالي، ووجدت نفس الحارس:

- "انت رايح فين؟"

لم يتذكرني، وقلت له انني اريد الانضمام الى الحزب. فقال لي:

- "ما فيش حد في الحزب. مشيو خلاص. مكانش في شغل كتير. تعالى قبل الساعة ١١ اضمن."

امتلأت بالغضب، ومع ذلك قررت ان اعذره وأعذرهم. فالمسئوليات الجسيمة بالوفد لابد انها ترهق البعض ويحتاجون احيانا الى الراحة مبكرا. فذهبت وعدت مرة اخرى الساعة ٩:٣٠ صباحا، وكان ذات الحارس موجودا.

- "انت رايح فين؟"

لم يتذكرني، ويبدو انه لم يكن حتى يتذكر نفسه. كررت انني اريد ان انضم الى الحزب، فقال:

- "ما فيش حد في الحزب. محدش جه. تعالى على الساعة ١١."

تمساكت ولم اقتله كما اشارا لي عقلي وقلبي، وقررت انني اكثر ذكائا من ان يتم خداعي، و عدت الساعة: ١٠:٢٠ بدافع الاحتياط، وكان الحارس ذاته موجودا بالطبع.

- "انت رايح فين؟"

لم يتذكرني! اقسم انه لم يتذكرني! ومع ذلك، امتنعت عن محاولة إسراع ذهابه الى العالم الآخر، وكررت له رغبتي الاسطورية في الانضمام الى الحزب. فقال:

- "ما فيش حد في الحزب. جم، وملقيوش حاجة يعملوها، فمشيوا."

وبعد ان إستطاعت الناس انتزاعه من بين يداي قبل ان يلقى مصرعه، قررت ان اذهب و اتركه. وبدافع العند، قررت في اصرار رهيب العودة مرة اخرى اليوم التالي، واثناء الطريق قام بقال مجاور بإلقاء التحية علي، فهو تعود على وجهي بصورة يومية وأراد ان يكون ودودا. وعند وصولي للحزب، فإذا بالحارس موجودا بالطبع، ولم يكن عليه اي من آثار المعركة السابقة.

- "انت رايح فين؟"

لم اتفاجأ اطلاقا، وربما لو كنت والده هو شخصيا او حتى رئيس الحزب آنذاك لكان سألني نفس السؤال. كررت له نفس ما اريد، فقال:

"ما فيش حد في الحزب. الحزب أجازة."

بالطبع لم انضم للحزب في نهاية الامر


و لأسباب شخصية، لن احكي لكم ما حدث بعد ذلك لهذا الحارس…



---------------
ملحوظةاذا كانت هذه زيارتك الاولى الى المدونة، فارجو ان تتكرم بالقاء نظرة على القائمة التي على اليمين و التي      تحتوي على اهم مقالات المدونة و على فهرس المدونة في الصفحة الرئيسية.

ارجو متابعة المدونة عن طريق الضغط على Join This Site With Google Friend Connect.

اذا اعجبتك المقالة، فسأستفيد جدا اذا ضغطت على TWEET أو  LIKE. و تابعني على تويتر اذا امكن بالضغط على FOLLOW 
بالاسفل

No comments:

Post a Comment