Saturday, 23 July 2011

يا خسارتك يا شعب مصر!ـ


يا خسارتك يا شعب. انت بترجع زي زمان...
----

كاريكاتير من على موقع الاخوان المسلمين يتهم المعتصمون انهم.....انظر بنفسك.

فمن العادي جدا انك لا تتفق مع مطالب المتظاهرين او المعتصمين. بل ربما حتى من العادي ان تتهمهم بضعف الفهم و عدم قراءة الواقع بصورة سليمة. و من العادي ايضا ان تنتقد اساليبهم و بعض مقولاتهم و تصريحاتهم، و ان تكون شديد اللهجة معهم.

كل هذا عادي…

و لكن ليس من العادي ان تسبهم...

ليس من العادي ان تسب من ترك حياته و عرّض عمله للخطر و ذهب ليعتصم في حرارة قاتلة تجعله يمرض و يتساقط، و في وسط جو عدائي و احتمالات بالمواجهة مع بعض افراد الشعب الغاضب او عناصر امنية او بلطجية او غيرهم، و في ظل المعاداة النفسية لأغلب الناس فيما يبدو، و بدون ان يكون بداخلك قطرة انبهار او احترام حتى لهذا الاصرار و هذه العزيمة.

و ليس من العادي ان تسب من يتظاهر من أجل محاكمات عادلة لمن سرقوا الوطن و لمن أزهقوا ارواح ابناء الوطن في الماضي و الحاضر، و من أجل إعلام حر لا يكذب علينا (و قد عاد الآن الاعلام لكذبه و تلاعبه بنا مرة اخرى) و من أجل شفافية تمرير القوانين و احترامها لقواعد الديمقراطية و المشاركة الشعبية، و من أجل الا يتم تعذيب اي مواطن آخر او إنتهاك كرامته، و من أجل حقوق الفقراء و عودة المال المنهوب و قيام دولة عصرية، و من أجل عدم عودة او استمرار من افسدوا مصر من رموز و اتباع النظام السابق الى السلطة و فيها، و غيرها من اهداف الثورة.  

أنا لا اقول ان الثوار دائما على حق في آرائهم او اساليبهم، فلا يوجد انسان على حق دائما، و كانت هناك اكثر من سقطة و تحرك خاطئ (في رأيي انا الشخصي، و ليس بصفة عامة)، و كثيرا حتى ما يختلفون بينهم و بين انفسهم، و لكن المبدأ كان دائما واحدا: الحفاظ على الثورة، و لا خلاف على هذا المبدأ.

و مع ذلك، حسنا. فلتأخذ هذا الحق. فلتسبه و تلعن أبويه و من يعرفه!

و لكن لا تفتري عليهم! فلقد عادت غالبية رهيبة من الناس لإتهام المعتصمون و المتظاهرون، و هم عائلات كاملة و ناس محترمة و منهم العديد الحاصل على شهادات عليا، بأنهم "بلطجية" و "صيع" و "يتعاطون المخدرات" و "يمارسون العلاقات الجنسية الكاملة" و ان هناك خيم "للدعارة" انهم كلهم "علمانييون كفرة و ملحدون يريدون تخريب الوطن و يتقاضون اموالا من امريكا و اسرائيل" و أن "معتصمي ماسبيرو هم هناك فقط لأنهم يستمتعون بالنيل و الجو و ينزلون ليستحموا في النيل، و انهم لن يتركوا المكان و ان تم إعطائهم مطالبهم و فوقها قبلة!" و غيرها من الاكاذيب و الافترائات التي هي حرام شرعا قبل ان تكون غير مقبولة اخلاقيا! و الاكثر اثارة للحزن هم من يصدقون و يتناقلون هذه الاشاعات في ثواني، و يضيفون اليها، و كأننا عدنا للاسبوع الاول من الثورة، أيام تامر (زفت) من غمرة! و لا يقوم اي احد من الناس بتحليل اي شيء مما يقال او حتى معناه او مدى عقلانيته حتى، او يحاول ان يتحرى حقيقته سواء بصورة مباشرة او عن طريق مصدر موثوق!

لماذا لم يذهب من تساوره الشكوك الى التحرير او الى اماكن الاعتصامات الاخرى و يرى بنفسه ماذا يحدث هناك؟ يحاول ان يتحدث مع الناس و يفهم وجهة نظرهم؟ أعرف ان بعض ممن هم معتصمون قد اصبحوا شديدي الصعوبة في الحوار، و ان هناك فعلا البعض ممن جرفتهم الحماسة و قاموا بتصرفات لا تحظى بقبول الجميع، و لكن الغالبية الساحقة سترحب كما رأيت بعيني مع كل انسان يحاول بإحترام النقاش معهم، حتى و ان لم يقتنع. لماذا ينظر البعض منا الى ناس تركت كل شيء في حياتها و قررت ان تتحمل غضب العديد بهذه الشجاعة و الجرأة، دون ان يتسائلوا: "لماذا يفعلون ذلك!؟ لماذا لا اذهب و احاول ان افهم!؟

و اذا كنت تعترض على بعض اساليب الاتظاهر او الاعتصام او طرق التصعيد بعض الوقت، و انا اشترك معك في هذه احيانا، و تقول "اصل في طرق تانية سلمية و لا تضر بالصالح العام"، فالسؤال هو: ما هي تلك الطرق؟ نعم، هي موجودة و قد تكون افضل بالفعل، و لكن اغلب الناس تقول ان "هناك طرق اخرى" بدون ان حتى تحاول ان تكون على دراية بها، حتى من باب "تحسين قدرته على اقناع من أمامه."، و في ذلك دليل على عودة مبدأ: "انا عايز أريح دماغي."

و اكثر ما يحزنني و يفقدني الثقة في كل ما هو آدمي، هو قيام العديد ممن ينسبون الى نفسهم مهمة الدفاع عن الاسلام الحنيف بتصديق و تناقل هذه الاشاعات و الاكاذيب و التحريض المباشر بها إما على الكراهية او حتى على العنف المباشر، او حتى بالكذب و التشويه المتعمد من على المنابر و في الصحافة و وسائل الاعلام العامة و الخاصة بهم. و احتراما لمبدأ إفتراض البرائة، فلن أقول ان هذه التيارات فعلت ذلك كسياسة منظمة و متعمدة، و أن ربما هم بعض ابنائها من المتحمسون او المضلَلُون الذين قاموا بذلك من تلقاء نفسهم. و لكن السؤال هو: لماذا لا يقوم المسئولون في تلك التيارات بمنعهم؟ لماذا لا يقومون بمحاسبة كل من افترى على برئ؟ لماذا لا يسحبون تلك المقالات و المنشورات المسيئة، و يقدموا بدل منها تصحيحا؟! ان الصلاة تقام في كل اماكن الاعتصام في وقتها، و تسكت المنصات اثناء الآذان و الصلاة، و تخرج المشايخ و القساوسة و تقرأ دروسا من الدين، و العائلات تتعارف في جو اليف، و غيرها من مظاهر التقوى و التدين و الاحترام للتقاليد و الدين.

نعم، البلد منهكة، و لكن كما تقول انت ان هناك "طرق اخرى غير الاعتصام للوصول الى اهداف الثورة"، فهناك ايضا "طرق اخرى بجانب السب و القذف و الافتراء و الاشاعات و الاكاذيب" لإقناع المتظاهرون، ربما، ان يغيروا من اساليبهم أو آرائهم"، اذا كنت لا تقتنع بها.

و اخيرا، من اجل العدالة و الحياد في الرأي، فأطلب من كل المؤمنين بالثورة الا يسبوا معتصمي روكسي ايضا! إنها حرية رأى و ديمقراطية. الحماية الوحيدة لحقي في ان اتظاهر في التحرير هو حماية حق غيري في التظاهر في روكسي و مصطفى محمود، طالما ذلك المتظاهر لا يخرب او يحرض على عنف او كراهية. لقد قامت الثورة حتى يكون من حق البعض ان يقول رأى غير مرغوب فيه، و ان يقوله بحرية و امان. و تذكروا اننا في نظر الكثيرين تماما كما ننظر نحن الى معتصمي روكسي و متظاهري مصطفى محمود. و اتذكر الآن المقولة الشهيرة: "قد اختلف مع رأيك، و لكنني سأدافع بحياتي عن حقك في ان تقوله!"
----
لو انتوا شايفين ان المتظاهرين خربوا البلد قيراط، و ده حقك انك تقول كده لو عايز، فكل واحد بيفتري على غيره و بيقول اي كلام مشين بيسمعه و بيحرض على ناس هو مشفهاش في حياته اساسا و مش بيحاول انه حتى يقترح حل بديل، هو ده اللي بيخربها ٢٤ قيراط...


مصر ما فيهاش حيل اننا نحارب و نفتري على بعض...


يا رب نفوق بسرعة من غير ما نضطر نجيب مبارك يجمعنا على الخير تاني!

---------------
ملحوظةاذا كانت هذه زيارتك الاولى الى المدونة، فارجو ان تتكرم بالقاء نظرة على القائمة التي على اليمين و التي      تحتوي على اهم مقالات المدونة و على فهرس المدونة في الصفحة الرئيسية.

ارجو متابعة المدونة عن طريق الضغط على Join This Site With Google Friend Connect.

اذا اعجبتك المقالة، فسأستفيد جدا اذا ضغطت على TWEET أو  LIKE. و تابعني على تويتر اذا امكن بالضغط على FOLLOW 
بالاسفل


Thanks to @HebaMma, @mona_safey, @drkadoya, @yabakymor, @nanosh85, @arabicca1, @Bentmasr2, @mowakil, @hendm_76, @Sasosall, @Sanaayoussef for reading and reviewing this piece prior to publishing, helping me fix a few things! Please check their profiles and follow these wonderful people.

No comments:

Post a Comment